ما المخاطر التي قد تواجه سوق الأسهم في 2024؟

ما المخاطر التي قد تواجه سوق الأسهم في 2024؟

يبدأ المستثمرون عام 2024 عند نقطة محفوفة بالمخاطر، وقد يبدو هذا مفاجئاً في ضوء الأداء القوي الذي شهدته أسواق الأسهم في 2023، ولكي نفهم السبب، فلنتأمل أين كانت الأمور في بداية عام 2023؟، لقد كان المستثمرون متفائلين بحذر بشأن احتمالات تهدئة التضخم وخفض أسعار الفائدة، في حين ظلوا في حالة تأهب لاحتمال حدوث ركود اقتصادي وانخفاض أرباح الشركات.

وكما نعلم الآن، فقد تجاوز الاقتصاد هذه التوقعات الحذرة، بدعم من مدخرات المستهلكين التي تجاوزت التقديرات والإنفاق المالي الأكثر قوة والظروف المالية الأكثر مرونة، وكانت النتيجة هي تقدم مذهل بنحو 26% لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 مع نهاية عام 2023، مما أعاد المؤشر القياسي بالقرب من أعلى مستوى قياسي له منذ يناير 2022، وارتفاع مؤشر ناسداك بأكثر من 43% ليسجل أفضل خامس أداء سنوى.

أدى الارتفاع الكبير في سوق تداول الاسهم في نهاية عام 2023 إلى ترك تقييم الأسهم مبالغ فيها، مع تشجيع المستثمرين بشكل خاص من خلال إشارة البنك الاحتياطي الفيدرالي في ديسمبر الماضي إلى أن تخفيضات أسعار الفائدة تلوح في الأفق، وبالنظر إلى المستقبل، تعتقد لجنة الاستثمار العالمية في بنك مورجان ستانلي أن المستثمرين يجب أن يكون لديهم توقعات أكثر واقعية، مع احتمال أن يكون عام 2024 عاما متوسطا للأسواق برقم مزدوج، نظرا للعديد من المخاطر مثل ما يلي:

التقييمات المفرطة

تبلغ نسبة السعر إلى الأرباح الآجلة الحالية لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 نحو 20 مقارنة بنحو 17 في هذا الوقت من العام الماضي، وفي الوقت نفسه، فإن علاوة مخاطر الأسهم (أي المكافأة التي يمكن أن يتوقعها المستثمر مقابل امتلاك أسهم بدلاً من سندات الخزانة الخالية من المخاطر) وصلت إلى مستوى منخفض للغاية يبلغ حوالي نقطة مئوية واحدة.

في حين أن تقييمات الأسهم قد تعطي المستثمرين فكرة محدودة حول نوع العوائد المتوقعة على المدى القصير، إلا أنها غالبا ما تكون تنبؤات دقيقة للعائدات على مدى عام أو عامين، وعلى هذا الصعيد، تشير مستويات التقييم اليوم إلى عوائد سنوية للأسهم دون المستوى، مع متوسط مكاسب يبلغ 4% مقارنة بالمتوسط على المدى الطويل الذي يتراوح بين 7% إلى 8%.

أرباح الشركات الضعيفة

يقدر المحللون حاليًا أرباح الشركات الأمريكية لعام 2024 بنحو 242 دولار للسهم الواحد، على افتراض أن الشركات ستستمر في توسيع هوامش أرباحها، ولكن من المرجح أن هذا التقدير المتفق عليه مفرط في الثقة، نظراً لاحتمال تراجع النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة، من المحتمل أن يؤدي هذا الانخفاض إلى فقدان حجم المبيعات والقدرة التسعيرية للشركات، علاوة على ذلك، ربما تكون الشركات قد أدركت بالفعل فوائد عوامل مثل انخفاض تكاليف المدخلات المصنعة وانخفاض أسعار النفط والمواد الخام مما يعني أن هذه العوامل قد تكون أقل احتمالا للمساهمة في تحسين الهوامش في المستقبل.

توقعات متفائلة بشكل مفرط لمعدلات الفائدة

لا تزال السوق تفترض أن البنك الاحتياطي الفيدرالي سوف يخفض أسعار الفائدة بسرعة أكبر وبشكل حاد مما أشار إليه علناً، على الرغم من نية البنك الاحتياطي الفيدرالي الواضحة لخفض أسعار الفائدة ثلاث مرات هذا العام، فإن أسواق العقود الآجلة تقوم بتسعير أكثر من ست مرات.

ويفترض هذا أن البنك المركزي سوف يتمتع بانتصار متواصل في ترويض التضخم، في حين نعتقد أن التضخم في الخدمات من المرجح أن يستمر.

تطبيع الأوضاع المالية

إن رفع أسعار الفائدة السريع من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي في الفترة من مارس 2022 إلى يوليو 2023 كان يعني عادةً تشديد الظروف المالية، ومع ذلك، وبفضل مدخرات المستهلكين الزائدة وتريليونات الدولارات من المدفوعات المالية وحقيقة أن الأسر والشركات قد ألزمت بالفعل بأسعار فائدة منخفضة على القروض، أصبحت السيولة في النظام المالي وفيرة، ومع ذلك، من المقرر أن تنعكس الظروف المالية المتساهلة في عام 2024، حيث سيقوم البنك الاحتياطي الفيدرالي بتقليص برنامج الإقراض المصرفي الطارئ لعام 2023.

وبالنظر إلى هذه المخاطر الأربعة وتوقعاتنا لعوائد أكثر تواضعا في سوق الأسهم، نعتقد أن عام 2024 يجب أن يكون وقتا لتحقيق التوازن لكل من توقعات المستثمرين ومحافظهم الاستثمارية.

ضعف الإنفاق الاستهلاكي

ويظل الإنفاق الاستهلاكي الذي يغذي نحو 70% من اقتصاد الولايات المتحدة نقطة رئيسية في المخاطر التي قد يتعرض لها سوق الأسهم، وإذا بدأ الانفاق الاستهلاكي في الانهيار فقد ينهار الاقتصاد وسوق الأوراق المالية بسرعة.

إن التحفيز الحكومي الهائل والزيادة الكبيرة في المعروض النقدي خلال وباء كوفيد 19 في عام 2020 إلى جانب سوق العمل القوي قد أبقى المستهلك قوياً خلال العامين الماضيين، لكن العلامات المبكرة للضعف في الاقتصاد وسوق العمل يمكن أن تؤدي إلى تراجع في الانفاق بأسرع من المتوقع مما يؤدي إلى الركود.

أين يمكن للمستثمرين رؤية أداء جذاب في عام 2024؟

في حين أنه من المستحيل وضع توقعات لسوق الأوراق المالية على وجه اليقين، فإن بعض الموضوعات الرئيسية في عام 2023 سوف تنتقل إلى العام الجديد وتؤثر على أداء الأسهم.

سيستمر تقلب عائدات سندات الخزانة والأداء الاقتصادي وصعود الذكاء الاصطناعي التوليدي وما يسمى بالأسهم السبعة الرائعة في لعب أدوار رئيسية في عام 2024، وسوف تضيف انتخابات نوفمبر طبقة أخرى إلى التوقعات.

وقد غذت الإثارة بشأن الذكاء الاصطناعي التوليدي في عام 2023 استثمارات ضخمة من قبل شركات التكنولوجيا في أشباه الموصلات وأجهزة الكمبيوتر والبرمجيات.

يمكن للذكاء الاصطناعي التوليدي إنشاء محتوى بما في ذلك المقالات المكتوبة والصور ومقاطع الفيديو والموسيقى، تقوم أنظمة الذكاء الاصطناعي بتحليل واستيعاب كميات هائلة من البيانات لإنشاء أعمال جديدة، يمكن للذكاء الاصطناعي التوليدي أيضًا كتابة كود برمجة الكمبيوتر.

ارتفعت أسهم شركات العمالقة السبعة ( Magnificent 7 ) وهم: آبل وميكروسوفت وألفابيت وأمازون وميتا وتسلا ونيفادا في العام الماضي بفضل آفاق الذكاء الاصطناعي الذي سيؤدي إلى زيادة الإنتاجية والأرباح، مما ساهم في ارتفاع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 وناسداك بشكل كبير في عام 2023، حيث ساهمت شركات Magnificent Seven بأكثر من ثلثي عوائد مؤشر ستاندرد آند بورز 500 للعام الماضي.

وتمثل أسهم شركة Magnificent Seven حوالي 30 % من القيمة السوقية لمؤشر ستاندرد آند بورز 500، وفقًا لأبحاث Goldman Sachs Global Investment Research، إن الوزن الإجمالي لهذه الشركات حاليًا أكبر من أي وزن لإجمالي الشركات السبع الكبرى في تاريخ المؤشر، وربما يتساءل المستثمرون الآن أين يجب أن يتجهوا في العام الجديد للحصول على مخاطر جذابة وعائدات محتملة.

لم يكن هناك سهم ذكاء اصطناعي أكبر من نيفادا Nvidia في العام الماضي، ووصفت شركة الاستثمار Evercore ISI في نوفمبر Nvidia بأنها “أهم سهم في العالم في الوقت الحالي”، على مدار العام الماضي حقق سهم نيفادا Nvidia زيادة بنسبة 238%، حيث أدى الطلب المتزايد على معالجات الرسومات وأجهزة مركز البيانات لتطبيقات الذكاء الاصطناعي إلى زيادة نمو المبيعات والأرباح الضخمة للشركة.

في 21 نوفمبر، حطمت شركة Nvidia أهداف وول ستريت للربع المالي الثالث بفضل النمو الهائل في مبيعات معالجات الذكاء الاصطناعي لمراكز البيانات، وارتفعت أرباح الشركة التي يقع مقرها في سانتا كلارا بولاية كاليفورنيا بنسبة 593% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، بينما ارتفعت المبيعات بنسبة 206% لتصل إلى 18.12 مليار دولار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إنضم لقناتنا على تيليجرام