قصة غزوة أحد

قصة غزوة أحد

قصة غزوة أحد ينبغي أن يرويها الآباء للأطفال؛ لكي يتعلموا منها الدروس والعبر التي ستنفعهم في حياتهم الدنيا والآخرة أيضًا، إذ إن كل صحابي استشهد في هذه المعركة يحمل درسًا عن الجهاد يعتز به كل مسلم، ويرق له قلبه، ويقدم موقع ويكي السعودية تفاصيل أحداث غزوة أحد.

قصة غزوة أحد

شعر كفار قريش بالمهانة بعد الصدمة التي تلقوها في غزوة بدر، والخسائر الفادحة التي واجهتهم سواء من ناحية موت أفضل وأشجع فرسانهم، أو من جانب الشعور بالذل والخزي وسط القبائل العربية المجاورة، مما كان يشعرهم بالتهديد بشكل أكبر من أن تقوى شوكة الإسلام بشكل أكبر وزادت رغبتهم في السيطرة على المسلمين وأد جذوة الإيمان في النفوس.[1]

لذلك فقد بدأت تشعل فتائل الحرب، وقام المشركون بشن عدد كبير من الضربات والهجمات العسكرية على قوافل المسلمين والسرايا الخاصة بهم، كما أن المشركين بذلوا كل جهودهم لقطع الإمدادات والمؤن التي تصل للمسلمين من الشام، مما أدى إلى شحن أنفس المؤمنين رغبةً في الجهاد والتصدي لهذه الأعمال، ويُمكن القول إن هذه الشرارات كانت العلامات الأولى التي أدت إلى بدء غزوة أحد.

اقرأ أيضًا: من هو الصحابي الذي دفن مع حمزة بن عبدالمطلب في قبر واحد

سبب غزوة أحد

لم يكن السبب الوحيد في نشوب قصة غزوة أحد هو رغبة المشركين في الانتقام؛ مما حصل لهم في غزوة بدر فقط، بل أيضًا فإن المسلمين قد قاموا بإغلاق كافة الطرق التجارية التي كان القرشيون يستعملونها للقيام بالتجارة مع الشام، وقد علم المشركون أن سيطرة المسلمين على منافذ التجارة هو رصاصة الرحمة لتاريخهم، والمسمار الأخير في نعش كبار تجار مكة وأعيانها على مر تاريخها.[2]

وقد خرج سرب من تجار قريش على رأسهم أبو سفيان بن حرب ومعهم غنيمة من الفضة ليتاجروا بها، وكان فرات بن حيان بني بكر الدليل الخاص بهم في الرحلة، وحين علم الرسول -صلى الله عليه وسلم- قام بإرسال زيد بن ثابت، والذي قام بالاستيلاء على بعيرهم وما بها من بضائع، وعاد بها للرسول.

وحين اتضحت الصورة لأهل قريش بأن كافة الطرق التجارية غير آمنة قرروا أن يهاجموا فرات بن حيان ومن معه، ولكن وصلتهم معلومات بأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- في طريقه إليهم، مما جعلهم يعودون ليستعدوا لحرب جديدة مع المسلمين، ولكن بعد التعاون مع اليهود وغيرهم من أعداء الإسلام.

أهم أحداث غزوة أحد

في ظل الحديث عن قصة غزوة أحد من الجدير بالذكر كيفية استعداد خير الأنام محمد والصحابة إلى هذه الغزوة، حيث إن الرسول قد جهز الجيش، والذي بلغ عدده 700 مقاتل لملاقاة جيش المشركين بقيادة سفيان بن حرب، والذي يصل عدده إلى 3000 مقاتل عند جبل أحد على مقربة من المدينة المنورة.

وقاد -عليه الصلاة والسلام- لواء الجيش، وقد قسمه إلى كتائب من المهاجرين والأوس والخزرج، وكانت الفئة الأولى بقيادة مصعب بن عمير، والثانية بقيادة أسيد بن حضير، والثالثة قادها الحباب بن المنذر، أما عن جيش المشركين، فكان خالد ابن الوليد في جهة اليمين، وعكرمة بن أبي جهل في اليسار.

وقد طلب الرسول من 50 رجلاً أن يحموا ظهر المؤمنين من خيول المشركين في الجهة الغربية من خلال صعود الجبل، وشدد عليهم ألا ينزلوا من موضعهم مهما حدث، مع العلم أنه من أهم أحداث غزوة أحد خيانة المنافق عبد الله بن أبي سلول الذي انسحب بثلث الجيش؛ لكي يحدث بلبلة وفتنة، ويزرع الخوف في نفوس المؤمنين، وحاول عبد الله بن عمرو أن يقنعهم بالعودة ولكنهم أبوا.

في بداية المعركة كان الله يعين المؤمنين، ويقف إلى جوارهم، حتى إن طلحة بن أبي العبدري كان ينادي في المسلمين، ويحمسهم بأن سيوفهم تعجل بالجنة وسيوف المشركين تعجل بالنار، فكانت الجولة الأولى من نصيب المؤمنين.

شهداء غزوة أحد

توفي عدد كبير من المسلمين في غزوة أحد، إذ وصل عدد الشهداء فيها إلى 70 شهيدًا من بينهم حمزة عم النبي، والذي مثلت هند بنت عتبة بجسده بشكل أحزن النبي عليه الصلاة والسلام، إذ ورد في الحديث الشريف:

“أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يومَ أُحدٍ نظَرَ إلى حَمْزةَ وقد قُتِلَ ومُثِّلَ به، فرَأى مَنظَرًا لم يَرَ مَنظَرًا قطُّ أوجَعَ لقَلبِه منه ولا أوْجَلَ، فقالَ: «رَحمةُ اللهِ عليكَ، قد كنْتَ وَصولًا للرَّحِمِ، فَعولًا للخَيْراتِ، ولولا حُزنُ مَن بعدَكَ عليكَ لسَرَّني أنْ أدَعَكَ حتَّى تَجيءَ من أفْواجٍ شَتَّى…” [رواه أبو هريرة].

وقد حلف الرسول أن يمثل بجثمان 70 مشركاً انتقامًا له، ولكن في هذا التوقيت نزلت الآية الكريمة {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ ۖ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرِينَ} [النحل: 126]، فاستغفر -عليه الصلاة والسلام- وأمسك عما أراد.

اقرأ أيضًا: من هو الصحابي الذي ختم القرآن في ركعة واحدة

نتائج غزوة أحد

اشتملت قصة غزوة أُحد الكثير من النتائج، والتي من أبرزها ما يلي:

  • تعلم المسلمون درساً لا ينسى بضرورة اتباع أوامر الرسول صلى الله عليه وسلم.
  • العلم بوجود منافقين في وسط صفوف المؤمنين وإدراك خطورة هؤلاء في إضعاف الجيش وإحباط المسلمين.
  • سببت الهزيمة التي حدثت للمسلمين في البداية التقليل من شأنهم في جموع القبائل العربية، وربح المشركين في قريش واليهود جولة بخسارة عدد كبير من الصحابة.

في ختام مقال قصة غزوة أحد يتضح أن غزوة أحد من أكثر الغزوات التي أحدثت فرقًا في التاريخ الإسلامي، وسببت للمؤمنين قدراً كبيراً من الخسائر، حيث توفي حمزة عم الرسول، ومثل المشركون بجثمانه، وتعلم المسلمون دروسًا لا تُنسى رغم انتصارهم.

أسئلة شائعة

  • متى حدثت غزوة أحد؟

    حدثت غزوة أحد في 7 شوال، وفي السنة الثالثة للهجرة.

  • ماذا حدث لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في غزوة أحد؟

    كسرت رباعية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في غزوة أحد وشج رأسه وضرب بسيف في وجنته وصولًا لشعره.

  • متى توفي حنظلة بن أبي عامر رضي الله عنه؟

    استشهد بعد أن قتل في غزوة أحد.

المراجع

  1. ^ dorar.net , قصة غزوة أحد , 03/05/2023
  2. ^ islamweb.net , قصة غزوة أحد , 03/05/2023

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إنضم لقناتنا على تيليجرام